ومن هذا المنطلق، تسعى المملكة إلى نشر قيم التسامح والتعايش السلمي والسلام ونبذ الفرقة والنزاعات المثيرة للانقسام والكراهية الدينية أو العنصرية، وتعزيز الحوار بين مختلف الأديان والحضارات، بحيث أصبحت مملكة البحرين نموذجاً عالمياً في مجال التسامح والتعايش الديني والعرقي بين الجميع.
وتمتلك مملكة البحرين تجربة فريدة من نوعها في مجال الحريات الدينية، وحرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان بمختلف مذاهبها، ويأتي ذلك تأكيدًا على أن روح الألفة والمودة والمحبة كانت وستبقى متجلية بين مختلف أطياف الشعب البحريني، بل وحتى بين المقيمين على اختلاف شرائحهم، وهو ما يثبته التعايش التاريخي في البلاد.
ولطالما حرصت المملكة على ترسيخ قيم ومبادئ التسامح الديني والوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف وبين جميع أطياف المجتمع، عن طريق مختلف الوسائل الإعلامية، وعن طريق تنفيذ عدد من المبادرات والبرامج التعليمية والتوعوية لتعزيز قيم التعددية وتقارب الثقافات والحضارات إلى جانب تجريم التحريض على الكراهية والطائفية والعنف والإرهاب بمختلف أنواعه.
وتنتشر في أنحاء البلاد أعداد كبيرة من المساجد والجوامع، إضافة إلى الكنائس، وكنيس يهودي في وسط المنامة الذي تم بناؤه عام 1930، ومعبد هندوسي، والعديد من دور العبادة للطوائف الأخرى. ويمارس الجميع شعائره الدينية في إطار من التعايش البنّاء بين الأديان والمذاهب والمعتقدات المتنوعة.
وتكفل الدولة حرمة دور العبادة، وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقًا للعادات المرعية في البلد.
وقد استضافت مملكة البحرين زيارة تاريخية هي الأولى التي يقوم بها قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان رأس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، لمملكة البحرين خلال شهر نوفمبر 2022م حيث تم عقد ملتقى البحرين للحوار " الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" في دورته الأولى، والإعلان عن إنشاء "جائزة الملك حمد الدولية للحوار والتعايش السلمي".
وبرعاية سامية من جلالة الملك المعظم، تم افتتاح الكاتدرائية الكاثوليكية في ديسمبر 2021م على أرض هبة من جلالة الملك المعظم، وهي ثاني كاتدرائية في البحرين بعد الأولى التي بنيت قبل حوالي 81 عام.
إحصائية بدور العبادة:
ومن دلائل ذلك تدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية، والذي أقيم افتتاح رسمي تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، في العاصمة الإيطالية روما في 5 نوفمبر 2018.